الحكومة العراقية تتخذ خطوة رائدة لتنظيم قطاع الشركات الاستشارية وتعزيز جودة العمل المهني، في خطوة رائدة تعكس التزام الحكومة العراقية بتنظيم السوق الاستشارية وتعزيز جودة الخدمات المهنية، استجابت الحكومة لطلب مؤسسة أصول للتطوير الاقتصادي والتنمية المستدامة بإصدار قرار يهدف إلى إعادة تنظيم وتوجيه الشركات الاستشارية بما يتماشى مع أفضل المعايير العالمية.
بموجب القرار الجديد، سيتم تسجيل الشركات الاستشارية دون إضافة أي اختصاصات أخرى، مما يعني أن الشركات المسجلة ستختص فقط بتقديم الاستشارات، دون أن تمتد أعمالها إلى مجالات أخرى قد تشتت من توجهها وتضعف من مستوى الخدمة المقدمة. ويهدف هذا التوجه إلى تعزيز التخصص المهني للشركات العاملة في القطاع، وتقديم خدمات استشارية عالية الجودة تساهم في دعم التنمية المستدامة والاقتصاد الوطني.
من جانبه وضع مسجل الشركات اليات لتكييف أوضاع الشركات القائمة التي تعمل بتخصصات مزدوجة. إذ يتعين على هذه الشركات الاختيار بين اعتماد الاختصاص الاستشاري والتخلي عن باقي التخصصات، أو بالعكس، بما يضمن أن تبقى هذه الشركات ملتزمة بتقديم أفضل مستويات الجودة في اختصاصها المحدد. هذا الإجراء الحاسم يأتي لإزالة التداخلات التي كانت قد تؤثر سلباً على مستوى الخدمات المهنية الاستشارية ويضع حداً للتشتت الذي عانت منه بعض الشركات في السابق.
ويأتي هذا القرار في وقت بالغ الأهمية؛ فالعراق يشهد مرحلة تحول اقتصادي كبيرة، تسعى الحكومة خلالها إلى خلق بيئة أعمال احترافية وجاذبه، تعزز من ثقة المستثمرين وتجذب رؤوس الأموال. وبهذا القرار، تؤكد الحكومة التزامها ببناء سوق استشارية قائمة على التخصص والاحترافية، بما يتماشى مع خطة التنمية الوطنية 2024-2028.
وبدورها، ثمنت مؤسسة “أصول” هذه الخطوة، معتبرة إياها نقلة نوعية من شأنها تحسين مناخ الأعمال في العراق ودعم التوجهات الحكومية نحو تحقيق التنمية المستدامة. ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا القرار لن يسهم فقط في رفع جودة العمل الاستشاري، بل سيعزز أيضاً من دور الشركات الاستشارية في دفع عجلة الاقتصاد ودعم المشاريع الاستثمارية.
إن هذا القرار يمثل رؤية عصرية وفهماً عميقاً لدور الاستشارات في كافة القطاعات ولاسيما الهندسية منها، في دعم السياسات الاقتصادية وتوجيه الاستثمارات. فمن خلال ضبط وتنظيم القطاع، سيكون للشركات الاستشارية دور أكبر وأعمق في بناء اقتصاد عراقي متين، وهذا هو الهدف الذي تتطلع إليه جميع الأطراف المعنية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.